حرية التدريس في الجامعات

بسم الله الرحمن الرحيم
يبدو أن الحرية المطلقة التي يتمتع بها المدرسون
ذات تأثير سلبي وظالم على معظم الطلاب؛فتلك الحرية
جعلت المدرس مزاجي في كل شيء؛فهو مزاجي في اختيار
نصوص ومواضيع المادة التي يدرسها،وطريقة تدريسها
ووضع أسئلتها، ومزاجي في معاملة الطلاب،ووضع علامة المشاركة
وزيادة العلامات،ومزاجي في فصل الطالب إن تجاوز الغيابات
المسموح بها أو بقائه،وقبول الوساطات والرشاوي أو رفضها
وفي إنجاح من يريد وترسيب من يريد ولو كان ذلك تعسفيا..
وأحيانا يغضب المدرس من كلمة حق تقال في وجهه أومن تصويب خطأ
قد ارتكبه في تدريسه، فيصب حقده وغضبه على الطالب المصوب..
حتى أصبح المدرس هو المادة نفسها، وبات الطلاب يسألون عن المدرس
قبل أن يسألوا عن المادة نفسها؛لأن المدرس السهل مادته سهلة
ولو كانت صعبة، والمدرس الصعب مادته صعبة ولو كانت سهلة.
ومن يرى أو يسمع بعض أسرار المدرسين سيرى أو يسمع العجب
عندما يرى أو يسمع أن طالبا أو طالبة قد كان تجميعه لا يتجاوز
(15-20)من خمسين ، وفي النهاية يحصل على معدل
(85-90%)،أو أن طالبا فصل لأنه غاب 7 محاضرات
بينما طالب آخر لم يفصل مع أن غياباته في نفس المادة والشعبة
تجاوزت العشرين غيابا،لمجرد أن أولئك الطلاب أوالطالبات
يملكون وساطة أو لأن لهم صلة قربى بالمدرس أو لأنهم أصدقاء
ورفقاء للمدرس..
ومن لا ضمير له يفعل ما بدا له
ولذلك أقول بأن الحق ليس على المدرسين وحدهم بل هو على
المسؤولين عنهم أيضا، ولذلك يجب أن يكون شيء من الرقابة على التدريس
على المدرس ومادته، وهل المادة التي يدرسها للطلاب ، وطريقة تدريسه
وأسئلته منطقية أم أنها مزاجية،وإجبار المدرس على اختيار نصوص
مفيدة تتناسب مع المادة،وإجباره على إعادة الامتحان إذا كان غير
منطقي؛حتى ينال الطالب ولو نصف العدل أو ثلثيه أو ثلاثة أرباعه
لأن الطالب لن ينال كل العدل(جميع حقوقه)ما دام التدريس
يتم بهذه الطرق المزاجية